ضبعٌ وكلبان
تلميذٌ كانت سِنّي
تنقصُ من عَشْرٍ ثنتان
حكى لنا المعلِّمُ قصَّةً
أذكرها لا زلتُ إلى الآن
(كلبٌ سمينٌ وكلبٌ نحيلٌ)
واختلفَ اليومَ العنوان
امتزجت جُملُ المضمون
بمشاهدِ هذي الأزمان
فتبدّل ضبعٌ مهزولٌ
يصحبُه دوماً كلبان
***
الضَّبعُ ينادي بعواءٍ
كلبين ليجتمعان
والكلبُ بزيلٍ يبلي
في المقدم كالثعبان
ينضمُّ الكلبُ لكلبٍ
في النبحِ بكلِّ تفانِ
(نصراً له على كلِّ سيءٍ)
فهو سيءٌ وهما سيئان
ويظنُّ أنّه محسنٌ
وإرضاء كلبيه إحسان
قدَّم الخمرَ لكلبيــــه
بابتسامة وهو سكران
وفي نشـوة السُّكْرِ رأى
أنَّ كلبيــــه أميـــران
ورأياه يا للهول أسداً
نضحت بالسُّكْرِ العينان
يا لهما مــن كلبينِِ !
إنَّهما كلبان وفيّان
ويا له من أحمقٍ
يصدِّق ما قاله أحمقان؟
***
كيف يصير الضَّبع أسدا؟
فليُكشف ما كان مستورا
في صبح من أيام الصَّيف
انتفخ الضَّبعُ مغــرورا
وصعــد إلى تلٍّ عالٍ
رأى أســداً وقــورا
يفوقه رأياً وحكمةً
ذو مكانةٍ .. جسورا
لا يعبأ به وبكلبين
ضالَّا ومسعورا ..
فاحتال الضَّبعُ وشيمتُه
أنَّه بالغـــدرِ مشهــورا
أرسلـــه يرأس وفــداً
لينظِّفَ جحراً مهجورا
ويعودُ الفضل إليه
ويُلَقَّيْ نَظْرةً وشُكـُـورا
أخبره القرد الرُّوسيُّ
الهاربُ فزِعاً مذعورا
عن ليثٍ ضارٍ أرهبَه
واجتاز فخاخَك منصورا..
الضَّبعُ الغادرُ لا يُؤمَن
يتمطَّى سَفهاً وسفورا
يتلفتُ يبحثُ عن حملٍ
عن مجدٍ آخر مكسورا
(في غابةِ كَونٍ مُغْتَصَبِ)
أو كونٍ خاصٍّ محظورا
تأتيِــهِ ثعالبُ خيبتِهِ
وقوارضُ جِيفٍ وشرورا
كي تحفرَ جُبّاً يُهلِكُهُ
لا يخرجُ أبداً منشــورا
إلاَّ إنْ فـــرَّ إلـــــــيه
مغلوبَ الأمرِ ومقهورا
حُلُمٌ للضَّبعِ وزمرتِــهِ
في نشوةِ سُكرٍ مذكورا..
فانقلب المكرُ على الضَّبعِ
وارتــدَّ الغادرُ مدحــورا
صَعِقاً قد خــرَّ بكلبيه
ضبعاً منهزماً مزجورا
والليثُ جنوبا شيدها
و شمالاً قيماً وقصورا..
لن يبقى الضَّبعُ بتلَّتِه
أم نسيَ كتاباً مسطورا
***
قد ضلَّ الضَّبع وما رشدا
يأتي في يومــهِ مرتعدا
يبكـي محسوراً نَكِــــدا
كم أفنى سنيناً عددا
كم أهلكَـــ مالاً لُبــَـدا
يا حسرتي على ما فات
أفسدت مـــــالاً, وولــــدا
ليتني ما صحبتُ الكلبين
أو خلتُ نفسي أسدا!!!
عفوا
فالضبع ضبع
آمل أن تنال إعجابكم
ولكم أندى التحايا