بسم الله الرحمن الرحيم, في البداية نود أن نُعْلِمَكم عن سبب زعم الشيعة بأن القرآن الكريم حُرف, لأن من المهم معرفة السبب لهذا الافتراء على الله سبحانه وتعالى بالكذب , والطعن في كتابه الكريم , و لكي نعلم ما هو الدافع لهذا الكذب , بحثنا في بعض كتب الشيعة , وبعض وكتب أهل السنة والجماعة , لنصل إلى أن سبب قول الشيعة الاثني عشريه بان القرآن الكريم حرف هو
أن أهل السنة والجماعة حاجوهم فقالوا :
( كيف أن مسألة الإمامة ركن من أركان الشريعة وفي هذه الدرجة من الأهمية ولم يَنُص القرآن الكريم عليها ) فهرعوا إلى هذه الأكذوبة لتثبيت مذهبهم الباطل .
وإليك أخي القارئ بعض الأمثلة والأدلة من كتب الشيعة , على زعمهم بأن القرآن الكريم حرف لأنهم يُنكرون ذلك ويحتسبونه تقية:
• نماذج من تحريف الشيعة للقرآن الكريم :
قوله تعلى ( كَُنتُم خَيرَ أُمةٍ أُخْرجَت للناسْ )... الآية
قيل لقارئها : كنتم خير أمة !! وأنتم اللذين قتلتم أمير المؤمنين والحسين بن على ؟؟
إنما هكذا أنزلت ( كُنْتُم خَيرَ أَئِمةٍ أُخِْرجَت للناسْ ) - تعالى الله عما قالوا-
ومثله أيضا قوله تعالى : ( اللذين يَقُولُون رَبنَا هَبْلَنَا مِنْ أَزْوَاجَنَا و ذُرياتِنَا قُرة أَعْيُن وَاجْعَلنَا لِِلِمُتقِينَ إمَامَا )
فقال أبو عبد الله لقد سألوا الله عظيما بقولهم ( واَجْعَلنَا لِلِمُتقِينَ إمَامَا )
قيل فكيف نزلت قال ( واَجْعَل لَنَا مِنَ المُتقِينَ إمَامَا )
• وفي كتاب آراء حول القرآن لآية الله العظمى الأصفهاني يقول : أن القرآن الكريم تعرض للنقصان ومثال ذالك قوله :
أن قول الله تعلى: (لكن الله يَشْهَدُ بِمَا أُنْزِلَ إليك ).... الآية
يقول الأصفهاني هكذا أنزلت (لكن الله يَشْهَدُ بِمَا أُنْزِلَ إليك في عَلِي)
وقوله تعالى ( يا أَيهَا الرسُولُ بَلغْ مَا أُنْزِلَ إليكَ مِن رَبكَ ) .... الآية
يقول هكذا أنزلت ( يا أَيهَا الرسُولُ بَلغْ مَا أُنْزِلَ إليكَ مِنْ رَبكَ فِي عَلِي ) .
ويقول الطبرسي في كتابه فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب :أن وقوله تعلى : ( إن الذينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا حَقهُمْ لَمْ يَكُنِ الله لِيَغْفِرَ لَهُمْ ) .... الآية
يقول أن الآية تعرضت للتحريف وأنه هكذا أنزلت ( إن الذين كَفَرُوا وَظَلَمُوا آل مُحَمدٍ حَقهُم لَم يَكُنْ الله لِيَغْفِرَ لَهُم ) .
ويقول أيضا ( وعلى اختلاف النظم كفصاحة بعضها إلى حد الإعجاز , و سخافة بعضها الآخر - يقصد آيات القرآن - هذا دليل قاطع على أن القرآن حرف - أعوذ بالله من كفرهم -).
وفي كتاب مصابيح الأنوار في حل مشكلات الأخبار يقول مؤلفه ( ويمكن رفع التنافي بالنسبة إلى الأولى, بأن القرآن الذي أنزل على النبي أكثر بكثير من الذي بأيدينا اليوم , وقد أُنقص منه شيء كثير وقد أوضحنا ذلك في كتابنا بنية المحصلين في أحقية طريقة المجتهدين).
وفي كتاب الأنوار الوضيئة يقول مؤلفه ( والتصديق بكتابه الصادق " الذي لا يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وِلا مِنْ خَلْفِهِ " هذا لا ينافي تطرق التغيير - أي أن قوله تعلى " لا يأْتِيهِ البَاطِلُ مِنُ بَيْنِ يَدَيْهِ ولا مِنْ خَلْفِهِ " لا ينفي أن القرآن الكريم حُرف لأن الآية تدل على أن القرآن لا يأتي بالباطل وإنما يأتي عليه الباطل.- تعالى الله وكتابه مما قالوا-
وقد قال الكُلَيْنِي في كتابه الكافي ( أن القرآن الذي بين أيدينا ناقص ولا يعلم ما في القرآن كله إلا علي ووصى عليه الأئمة من بعده ).
وقد نُقد هذا الكتاب – الكافي – في كتاب ( كسر الصنم ) لآية الله العظمى السيد أبو الفضل بن رضا البُرْقُعِي-رحمه الله- وهو من علماء الشيعة , ودرس دينهم في مدينة ( قُمْ )مصدر الثورة الشيعية في إيران , وبلغ درجة علمية رفيعة عند الشيعة , حتى أصبح أهلاً للإفتاء والاجتهاد عندهم , ومن الذين يحق لهم الخمس, إلا أن الله هداه وأنكر هذا المذهب وأمضى بقة حياته في إبطال هذا المنهج ومن أجل هذا سجن وعذب, وقد تعرض لعملية اغتيال من حرس الثورة في إيران بينما كان يصلي , فأصابته رصاصة في خده الأيمن وخرجت من خده الأيسر ونقل إلى المستشفى , وهناك صَدَرت الأوامر بعدم معالجته فنصحه أحد الأطباء بإكمال باقي علاجه في بيته . وقد أصبح كتابه من أهم وأقوى الحجج على الشيعة على الإطلاق , لما فيه من قوة الحجة .
وقد نشرت سورة الولاية التي يزعم الشيعة بأن السورة حذفت من القرآن في كتاب (الخطوط العريضة التي قام عليها دين الشيعة الإثني عشرية ) لـموسى الموسوي .
وهذه هي السورة ( يَا أَيهَا الذينَ آمَنُوا , آمِنُوا بالنبِي وبِالوَلِي الذِينَ بَعَثْنَاهُمَا يَهْدِيَانِكُمْ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم , نَبِيٌ وَوَلِيٌ بَعْضُهُمَا مِنْ بَعْضٍ وَأَنَا العَلِيمُ الخَبِير , إن الذينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ الله لَهُم جَناتٌ نَعِيم , والذين إذا تُلِيَت عَلَيْهِم آيَاتُنَا كَانُوا بِآيَاتِنَا مُكَذبِين , إن لَهُم فِي جَهَنمَ مَقاماً عظيماً , إذا نُودِيَ لَهُم يُومَ القِيَامَة أَينَ الظالِمُونَ المُكَذبُون لِلِمُرْسَلِين .............................., وسَبح بِحَمْدِ رَبكَ وعَلِيُ مِنَ الشاهِدِينْ )
وهذه آيات مزعومة أخرى في كتاب الطبرسي ( يَا أيهَا الرسُولُ بَلغ إنْذَارِي فَسَوْفَ يَعْلَمُون , ......... , الذين يُوفُونَ بِعَهْدِي لَهُم جَناتُ نَعِيم , إِن الله لِذو مَغْفِرةٍ وِأَجرٌ عَظِيم , ومَا نَحْنُ بِظُلْمِهِ لَغَافِرِين , وقد كَرمْنَاهُ عَلَى أَهْلِكَ أَجْمَعِينْ ........ , وَجَعَلْنَا لَك مِنْهُم وَصِياً لَعَلهُم يَرْجِعُون , .......... . إن عَلِي قَانِتاً بِالليل سَاجِداً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُوا لِقَاءَ رَبهِ .... إلخ )
ويقول الشيخ القفاري : ( ومن أعجب الروايات لهذه الأسطورة أن عالمهم في القرن السادس (الطبرسي) في كتابه الاحتجاج , جعل القول بهذه الفرية هي الإجابة المقنعة من أمير المؤمنين علي , على اعتراض أحد الزنادقة , قال له : في محاورة طويلة منها : إن الكناية بأسماء الجرائر العظيمة من المنافقين في القرآن ليست من فعله تعالى , وأنها من فعل المغيرين والمبدلين , وليس يسوغ مع عموم التقية , التصريح بأسماء المبدلين ولا الزيادة في آياته , على ما أثبتوه من تلقائهم في الكتاب , لما في ذلك من تقوية حجج أهل التعطيل , والكفر , والملل المنحرفة عن قبلتنا , وإبطال هذا العلم الظاهر الذي قد استكان له الموافق والمخالف , بوقوع الاصطلاح على الئئتمال له والرضا به , ولأن الصبر على ولاة الأمر مفروض .فحسبك عن الجواب في هذا الموضع , ما سمعت , فإن شريعة التقية تحضر التصريح بأكثر منه , وهذا وما أشبهه مما ظهرت حوادث المنافقين فيه لأهل النظر والتأمل , ووجد المعطلون وأهل الملل المخالفة للإسلام مساراً إلى القدح في القرآن , ولو شرحت لك كل ما أسقط وحرف وبدل مما يجري هذا المجرى لطال وظهر ما تحظر التقية إظهاره من مناقب الأولياء , ومثالب الأعداء ) أي أن الكنايات للرؤوس الكبيرة من المنافين المذكورة في القرآن – ويقصد الصحابة – لم تكن كنايات , وإنما كانت أسماؤهم صريحة في القرآن وبُدلت , وأن علي قال للزنديق أنا لن أجهر بإبطال التحريف , لأن في هذا تقوية لحجج الكفار وخصوم الدين , وتعارض مع شريعة التقية , ولن أصرح بأسماء المحرفين لأنهم من ولاة الأمر وطاعتهم مفروضة .